قطرة دم واحدة.. وسيتولى هذا الجهاز العبقري تشخيص أمراضك!

قدمت التكنولوجيا حلولاً كثيرة في مجالات التشخيص السريع، سهلت الحصول على النتيجة بالنسبة للطبيب والمريض معاً، فالتصوير بأشعة X أصبح الوسيلة الأساسية لرؤية أوضاع الكسور العظمية، كما لا يمكن الاستغناء عن أمواج الإيكو لرؤية أوضاع الجنين أثناء فترة الحمل والتنبؤ بوقت حدوث الولادة، ومن الأمثلة الشائعة أيضاً أجهزة قياس الضغط والسكري وغيرها الكثير…

يمكننا أن نعتبر الطبيب عاجزاً عن تشخيص بعض الأمراض بدون التقنيات الحديثة، وانطلاقاً من هذه الحقيقة لمعت فكرة التوسع في استخدام التقنية لدى بعض الأطباء مما سيوفر المزيد من الوقت والجهد بنتائج أكثر دقة، فعالية، وسرعة.

من المعلوم أن عيادة الطبيب هي المكان الأمثل لأي مريض يريد أن يحصل على تشخيص دقيق لما يعانيه من أمراض، لكن Nokia sensing Xchallenge التحدي الذي قام بهدف استخدام التقنية وتوسيع نطاقها في التشخيص قلب هذه الموازين..

حيث قام الطبيب يوجين تشان (أحد المتسابقين) مع فريقه في (DMI) DNA medical institute بتصنيع جهاز سهل الحمل يمكنه أن يشخص المئات والمئات من الأمراض باستخدام قطرة واحدة من دمك، وحسب ما يقول تشان سيكون هذا التشخيص بدقة ممتازة!

يعرف هذا الجهاز باسم rHEALTH، وقد طُورت تقنيته على مدى سبع سنوات بمنح مالية من وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، وتلقى المزيد من التمويل مع تقدمه، كما حصل المشروع على جائزة تحدي Nokia sensing Xchallenge الذي شكل حافزاً كبيراً للمتنافسين أن يطوروا المزيد من التقنيات التي تعنى بالصحة، بدون الاعتماد على المختبرات الضخمة والأجهزة الكبيرة، أوالدخول إلى عيادة الطبيب، وهو ما يمكن ان ينفع كثيراً في الفضاء فضلاً عن نفعه على الأرض، فلا تتوافر المعدات الكثيرة والأدوات اللازمة لإجراء فحص طبي كامل في الفضاء.

كيف يعمل هذا الجهاز؟

نضع القطرة الدموية الصغيرة في مكانها المخصص من الجهاز حيث تتفاعل الكواشف الكيميائية مستجيبة لهذه العينة، ومن ثم ينتقل هذا الخليط الدموي إلى خلاط مكروي حلزوني ويتعرض خلال ذلك لليزر ذو شدات مختلفة لتظهر نتيجة التشخيص بعد ذلك خلال دقائق معدودة.

يتعرف الجهاز إلى المرض الذي تعانيه بدءاً من الرشح العادي، إلى التهاب الرئة وحتى الأمراض الأكثر خطورة كــ “إيبولا”، كما يمكنك أن تضع لصاقة خاصة على منطقة ما من جسمك فتحصل على قراءات مستمرة لحالتك الصحية، كدرجة الحرارة، معدل نبض القلب، وغير ذلك..

ويمكن أن تصل هذه النتائج إلى هاتفك الذكي أو تظهر على شاشة جهاز rHEALTH نفسها، كما يحوي الجهاز تطبيقاً يمكنه أن يرشدك خطوة بخطوة لتقوم بتشخيص لنفسك.

يكمن الإبداع في هذا الجهاز بأنه جمع قدرة تشخيص مئات الأمراض في قطعة تقنية واحدة، بمعدات ذات حجم صغير لا يقارن بالمعدات التقليدية المستخدمة في التشخيص، كما أن الدم الذي ستضعه في الجهاز قليل جداً، فحجمه أصغر بألف وخمسمائة مرة عن حجم الدم المطلوب في الفحوصات العادية، وتم تجريب الجهاز في جاذبية معدومة لأنه في الأصل موجه للاستخدام في الفضاء الخارجي بناء على طلب وكالة ناسا.

يعتبر الجهاز موثوق الاستخدام لمعرفة عدد الخلايا الدموية، التحري عن مرض الإيدز، مستويات فيتامين D، والعديد من صانعات البروتين في الدم، وهو متوافر بثلاثة أنواع: rHEALTH one الذي يستخدم للأبحاث، rHEALTH X، rHEALTH X1 الذي يمكن أن يستخدمه المرضى بأنفسهم.

والمشكلة الحالية تكمن في وجوب إضافة المزيد من قدرات التشخيص للجهاز، كما يجب تسويقه تجارياً، وهو ليس بالعمل اليسير، ويجب أن لا يتجاوز هذا الجهاز إحدى المعايير الصارمة لإدارة الغذاء والدواء، وفي هذا الصدد أكد الطبيب تشين أنه سيرسل عدة وحدات منه إلى علماء ليفحصوها، لذلك يقف في طريق الجهاز بعض العقبات قبل أن يصل إلى المستخدمين والأطباء.

إن هذا الجهاز الحديث الإصدار يعتبر تحفة تقنية جديدة ستضاف إلى متحف التقنيات العظيمة التي سبقتها، فمن كان يعتقد أن الآلة الصماء ستمتلك يوماً مهارات التشخيص التي يتمتع بها الأطباء؟!، إنها خطوة جبارة جديدة باتجاه مستقبل أفضل.

ربما لا يُسر الأطباء من سماع خبر كهذا لأنه إذا لاقى النجاح سيكون سبباً رئيسياً في تحول المرضى عن خدماتهم إلى الأجهزة J، خصوصاً أن استشارة الطبيب أصبحت مكلفة كثيراً للبعض منا، كما أن بعض الأطباء ممن لا يتمتعون بالإخلاص في العمل سيمرون على حالة المريض مرور الكرام، دون أن يمحصوا في سبب المرض وعلاجه الذي يفترض أن يكون دقيقاً..