“العلم هو اللغة الدولية الأساسية للعالم” د. أحمد زويل
من المثير أن ترى بدء الاهتمام بشتى المجالات العلمية في الوطن العربي، فالعلم هو المسار الذي يضمن تقدم أي دولة. وقد شهدت السنوات الثلاث الأخيرة إعلانات هامة بإنشاء مشروعات علمية كان أبرزها بالنسبة لي هو إعادة إحياء مشروع مصر القومي- مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.
تمثل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بسمة أمل في الوقت الذي ينشغل به اهتمام الناس عن كافة الأمور العلمية، فيكفي أنه بمجرد إعلان إعادة إحياء المشروع قام العديد من علماء مصر بالخارج بالعودة الى مصر مرة أخرى من أجل المساهمة في هذا المشروع والمشاركة في إخراج أجيال شابة من الباحثين والعلماء.
لذا في هذا المقال سأتحدث عن تلك المدينة العلمية التي تمثل مدينة السعادة بالنسبة لي ولكثيرٍ من المصريين وأبناء الوطن العربي.
بدء إنشاء المدينة
عام 1999 تم الإعلان عن فوز الدكتور أحمد زويل بجائزة نوبل للكيمياء كأول عربي يفوز بنوبل في هذا المجال “وما زال الوحيد حتى الآن”. وبمجرد الإعلان عن الجائزة، ما هي الا أيام حتى سطع نجم الدكتور زويل باعتباره بطلًا شعبيًا استطاع إضافة إنجازٍ هام للوطن. هنا بدء حلم الدكتور زويل بإنشاء مدينة علمية تساهم في تطوير العملية العلمية في مصر والوطن العربي.
وبالفعل عرض فكرة المشروع على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتم تخصيص 270 فدان من أجل إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.
في يناير عام 2000 تم وضع حجر الأساس لمدينة زويل بحضور رئيس الوزراء آنذاك عاطف عبيد وسط اهتمام صحفي بتلك الثورة العلمية التي على وشك الحدوث، لكن ما كل يتمناه المرء يدركه.
نظرًا للشعبية التي بدأ يحظى بها الدكتور زويل، بالإضافة الى وجود المنتفعين من عدم إتمام المشروع، تم تعطيل المشروع وعدم اتخاذ أي خطواتٍ جادة فيه لأسبابٍ غير معروفة، مما دفع الدكتور زويل الى التخلي عن الفكرة والعودة الى الخارج من أجل استكمال أبحاثه.
بعد 11 عامًا من وضع حجر الأساس، حدثت ثورة 25 يناير والتي جلبت معها الكثير من الأمل، وبالفعل بعد شهور من ثورة يناير قام الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في ذاك الوقت بالإعلان عن إعادة إحياء مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وقام بتخصيص مبنيين لها من أجل المساهمة في سرعة إطلاق المشروع مرة أخرى. وبمجرد الإعلان عن إعادة إحياء المشروع حتى بدأ العلماء المصريين في الخارج، بالمسارعة من أجل العودة الى الوطن والمشاركة في بناء هذا الحلم.
الهيكل الخاص بمدينة زويل
على عكس غيرها، مدينة زويل لا تعتبر جامعة فقط بل هي مدينة علمية متكاملة تتكون من..
أكاديمية: والتي ستختص بطلاب الثانوي، ويتم حاليًا الإعداد لها ومن المترقب أن تبدأ تلك الأكاديمية باستقبال الدفعات خلال السنوات القليلة القادمة.
جامعة العلوم والتكنولوجيا: تقوم بتدريس أحدث المناهج العلمية في مسارات العلوم والهندسة من خلال نخبة من أفضل العلماء المصريين والأساتذة الزائرين.
يحتوي مسار العلوم والذي يهتم بدراسة العلوم الطبية، تلك التخصصات: علوم النانو، علوم الطب الحيوي، علوم الكونيات، وعلم المواد
بينما يحتوي مسار الهندسة تخصصات: هندسة النانوتكنولوجي، الهندسة البيئية، هندسة الطاقة المتجددة، هندسة الفضاء وتكنولوجيا المعلومات.
مراكز الأبحاث: قام مجلس أمناء مدينة زويل بالموافقة على إنشاء سبع مراكز بحثية كمرحلة أولى، ومن المتوقع أن يتم إضافة المعاهد والمراكز البحثية كلما تقدم العمل بالمدينة من أجل الوصول الى مستوى معاهد ماكس بلانك في ألمانيا.
ويتم إجراء العديد من الأبحاث العلمية والتكنولوجية داخل تلك المراكز بما يتوافق مع احتياجات مصر والوطن العربي من تلك الأبحاث في المقام الأول. تلك المراكز البحثية هي..
#معد حلمي للعلوم الطبية.
#معهد علوم النانو والمعلومات.
#معهد التصوير والمرئيات.
#معهد علوم الاقتصاد والشئون الدولية.
#معهد العلوم الأساسية.
#معهد الطاقة والبيئة والفضاء.
#معهد التعليم الافتراضي.
#معهد علوم النانو والمعلومات.
#معهد التصوير والمرئيات.
#معهد علوم الاقتصاد والشئون الدولية.
#معهد العلوم الأساسية.
#معهد الطاقة والبيئة والفضاء.
#معهد التعليم الافتراضي.
مركز الدراسات الاستراتيجية: يقوم بدراسة وتحليل المشاريع القومية الكبرى، بالإضافة الى تقييم المخاطر المحتملة لتلك المشاريع مثل محو الأمية، الطاقة، المياه، تنمية الأراضي الصحراوية، وإنشاء شبكات النقل البري.
هرم التكنولوجيا: يهدف هذا الهيكل الى تحويل مخرجات البحث العلمي والتكنولوجي الى منتجاتٍ للسوق المحلي والعالمي.
الدراسة بمدينة زويل
هذا العام، قامت جامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل باستقبال الدفعة الثانية من خريجي الثانوية العامة وما يعادلها من شهادات. أما ما يتعلق بمعايير القبول فالأمر بسيط، قامت مدينة زويل بتحديد شرطين هامين من أجل القبول كطالب بجامعة العلوم والتكنولوجي..
الأول هو الحصول على مجموع 96% في الثانوية العامة أو ما يعادلها، والشرط الثاني هو اجتياز اختبارات القبول التي تحددها المدينة والتي تعمل على تمييز مدى فهم الطلاب للمناهج التي تم دراستها بالمرحلة الثانوية وليس فقط الحفظ كما يعتاد جميع الطلاب.
الأمر الجيد في تلك المؤسسة التي تحمل الكثير من الأمل، هو أنه لا يمكن إقصاء طالب من الدراسة بسبب ظروفه المادية. يمكنك الحصول على منحة تتناسب مع دخل عائلتك المادي وقد تصل في النهاية الى منحة مجانية دون أن تدفع أي مقابل من أجل الدراسة والتعلم، فقط ما يهم هو تحقيق هذين الشرطين واجتياز اختبارات القبول بنجاح.
مدينة السعادة
مدينة زويل ليست مدينة علمية فقط تقوم بجمع مجموعة من المهووسين بالعلم والتعلم، بل هي أيضًا مدينة سعادة لكل من يدخلها. الأساتذة المشاركين بها على أعلى قدر من العلم بالإضافة الى درايتهم بأساليب ومهارات التدريس الجامعي وليست الأساليب التي نواجهها بصورة يومية في الجامعات الحكومية
كذلك هناك العديد من الأنشطة الترفيهية التي يتم اجرائها داخل الحرم الجامعي، الوضع لا يقتصر على التعلم فقط.
حاول أيضًا وصف الإحساس الذي قد تشعر به حينما تعلم أن الرئيس الأكاديمي للجامعة والقائم بأعمال رئيس المدينة الدكتور شريف صدقي في بداية الأربعينيات من عمره! بل أن الطلاب يتشاركون مع عميد الجامعة الدكتور أشرف بدوي في قضاء بعض الأوقات الترفيهية مثل لعب تنس الطاولة!
هناك العديد من المميزات العلمية والأكاديمية والترفيهية التي تساهم في جعل تلك المؤسسة أفضل مكان علمي تم إنشاؤه في مصر حتى الآن. وما هي الا سنواتٍ حتى سنرى لتلك المؤسسة اسمًا عالميًا على قدر باقي الجامعات العالمية.
من موقع Arageek
تعليقات